Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

(خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي

(خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي
الأخيرة - عبد الكريم ابراهيم - 5:17 - 26/03/2024 - عدد القراء : 151

تمتاز أم البيت بحرصها على أثاث المنزل، لأنه ثمرة سنوات طويلة من
التعب والمعاناة، والتفريط في أي جزء منه هو ضياع وإهمال قد تلام عليه
دون غيرها في زمن ندرة الأشياء فضلاً على الحصول هكذا مواد ليس
بالأمر الهين. لعل أكثر الأشياء التي تعتز بها المرأة، وتعمل على المحافظة
عليها هي الزجاجيات لأنها مواد قابلة للكسر، وتعوضيها صعب في حالة
كانت الأضرار كبيرة، ولكن هناك شخص واحد باستطاعته إعادة الحياة
للأواني الزجاجية انه (خياط الفرفوري)الذي يستطيع بخبرته وأدواته
المتواضعة بث الروح من جديد في الذي كُسر.
هذا الرجل يحمل عدة عمله يدور الأحياء منادياً “خياط فرفوري” لتوسط
(الدربونة) فراشاً معداته لتتجمع حوله النساء، وهن يعرضن عليه ما يمكن
أصلاحه من أدوات (الفرفوري)، واغلبها من صحون الطعام وأباريق
الشاي الخزفية والصينية المنشأ. يبذل الرجل كل جهده في تجميع الأجزاء
المكسورة من خلال اللواصق والأسلاك المعدنية بعد يثقبها بمثقب بدائي
الذي عبارة عن (برينة) حديد مثبتة بعصا خشبية يحركها بواسطة قوس بعد
أن يلف خيطه حول العصا . ثم يقوم بغرس مسامير معدنية لتلم الأجزاء
المكسورة ليضيف عليها مادة كلسية بيضاء تخفي الغرز التي تركتها
المسامير. اغلب الأواني المعاد إصلاحها تصبح غير صالحة للاستخدام،
ولكنها توضع في خزانة عرض الأواني كنوع من الديكور في وقت كانت
هذه المواد غير متوفرة أو غالية الثمن .اغلب زبائن(خياط الفرفوري) هُن
من النساء لذا فهو مستمع أمين لمشاكل من زعلٍ وطلاقٍ وحظٍ عاثرٍ وحسد

عيون الحارة، لأنه يمكث في مكانه لساعات طويلة في حلقة تلتف حوله
نساء الحي، وهنا لابد من قتل ساعات الانتظار بالأحاديث حتى ينقضي
الوقت. ولا يبدي الرجل اهتماماً بما يجري من حوله من ثرثرة لأنه عادة ما
ينهمك في عمله الذي يتطلب تركيزاً عالياً ودقةً متناهيةً حتى يحظى علمه
بقبول النسوة ،وألا فان دعوات الويل والثبور تلاحقه أينما حل وارتحل.
بعد التحسن المعيشي وزيادة حجم الاستيراد، انتفت الحاجة إلى (خياط
الفرفوري)، واختفى عن ساحة المدينة بعد أن لم تعبأ(أم الجهال) بتكسير
(الفرفوري) من قبل الأولاد المشاكسين. لقد كان(خياط الفرفوري) وزملائه
( مصلح البريمز،ومبيض النحاس) مرحلة زمنية أنفت بقيت ملاحمها عالقة
في مخيلة من عاش تلك الفترة الزمنية، وشخوص تركن في المتحف
البغدادي، والجيل الجديد يحتاج إلى شرح مفصل عن مهن انقرضت
وأصبحت من الماضي الجميل.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
36°
37°
Sun
34°
Mon
الافتتاحية